لم يكن بإمكاني أن اصدق قلبك.. لأنه لم يكن ينبض لأجلي, كان واحدا من أولئك الذين لا يحبون الرجال الصادقين.. أولئك الذين يبصقون كل يوم في وجه الوفاء... لأنك يا سيدي وبمختصر القول ابنة هذه الحضارة التافهة التي لا ترى إلا القشور... ولكنني مضيت في طريق الهوى, لأن احتمالاتي كبيرة بان ينتصر العقل في آخر الطريق...
فتاريخ الإنسان يصبح ذا أهمية حينما يتحول العقل إلى الوجهة الصحيحة والواقعية, وهذا ما كنت أراهن عليه معك طول الوقت... وكنت ابحث في كل الثواني عن أي إشارة قد توحي بمولد احتمالي...
ومضى الوقت بكل مرادفاته المرة, الانتظار الأمل الحلم, ولكن لا شئ حصل... كل الذي حصل هو إنني كنت الضحية الأولى والأخيرة لأحتملاتي... لأنك وبكل بساطة امرأة تسكن خارج المنطق وخارج التفاعلات التي قد تحدث...
خيانة القلب هي أول ما نكتشفه, نراه في العيون, وعلى الشفاه, وعلى البسمات, وعلى الجبين... نراه دون أن نحتاج إلى أي جهد... نرى وجوها لا تحمل أي معنى... ولا وجود لأثار مشاعر حطت عليه وفوقه.. ولا نرى أنفسنا فيه حتى ولو تعطلت لغة الكلام...
أما العقل, فخيانته أبشع وأمر.. قد يوهمنا بالكثير... وقد يكذب علينا بمنطق هلامي, فنظل نحلم ونحلم باللقاء في يوم من الأيام.. لذلك نحتج إلى الكثير من الوقت والجهد حتى نفهم... والى أن نفهم نخسر كل شئ.. نخسر نحن المؤمنون بهذا العقل... أما انتم فتضحكون لأجل انتصاركم وهزيمتنا... تفرحون لذكائكم ولغبائنا.... ولكن لأننا نعيش بالحب وللحب, فإننا لا نستطيع إلا أن نشفق عليكم من أوهام زائفة.... ببساطة لأن قلوبنا وعقولنا لا تعرف طريقا للخيانة... حتى وان هزمنا فنحن المنتصرون....
والفرق بيننا هو إن عقولكم تخوننا لتضحك وتسخر منا وهذا منتهاها, أما عقولنا فهي لأننا ننظر للحب وللانتصار معا...
كل يوم نقرأ لكم... وكل يوم ننتظر رسائلكم التي لم ولن تصل إلينا أبدا... أبدا... وكل يوم نحن نحلم بان ينتصر العقل على الخيانة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق