الثلاثاء، 19 يناير 2010

لقاء البنفسج...

الإهداء: إلى توأم الروح... إليك أنت يا أوراقي المتناثرة تحت ضوء القمر, وكلماتي التي تبحث عن أنثى نائمة لتغسلها من وهم الضنى... إليك أنت يا آخر الشقيّات وكأنك صدى روحي...

اليوم يا سيدتي صار بوسع الكلمات أن تتحرر من وهم الانتظار, وان ترفرف بأجنحتها فوق كل الأماني... اليوم يا سيدتي, وجدت عطرك الخرافي ككاهن بوذي يقرأ آخر تعويذاته فوق جسدي المصلوب, ويحسب حسابات الطالع ويقرا في كفي.. وأنا كأنني رجل آخر فرص أحلامه صلاة محتمل بعدها نزول المطر... ومحتمل بان اجعل من عينيك قارب الرحيل من فجوى الاحتمال.. ومحتمل بان احمل قلبك معي وأسافر... فالسفر هو الاحتمال الوحيد الذي سيقربني منك إلى الأبد...
كل التفاصيل جالت بخاطري, كيمامة أضناها الطيران في سماء غريبة, كانت تبحث عن شاطئ أمان, وعن ظل حقيقة يريحها من تعب التفاصيل.. جالت وجالت, وكان الاحتمال الوحيد أن أراك.. أن أراك تستريحين فوق حرارة كلماتي وتبدلين معطفك الأحمر فوق آخر كلماتي التي كانت تبحث عنك في كل هذي التفاصيل... وان أرى روحك تحترق في لهيب شوقي, وأنت كقديسة تطلب الغفران لناسك شرّع نوافذ قلبه للطوفان....
وجئت, كحلم خائف... في عينيك الجميلتين كلمات متناثرة ما زال شعراء الغرام لم يقرؤوها بعد... وعلى وجنتيك ترقص قصيدة لم تكتب بعد, أحرفها من مدام... وكان معطفك الأحمر يناديني وسط الزحام... لماذا, لماذا يا سيدي كلما ناديتني تحرق سيجارتك وتنام؟ لماذا يا سيدي تفسد بكلامك الكلام؟
دقيقتان, وكأنهما كل الزمان... ورحلت كما أنت دوما امرأة من حجر.. وبقت بعدك كل الصور.. أحدثها عنك والوقت يمر.. ثم يمر... ثم يمر... ومعطفك الأحمر يقرئني السلام ويطلب لي المطر.. لعله إذ يغسلني من أحلامي تورق في بساتيني المسافات ويكبر الشجر...
أنا يا سيدتي رجل يؤمن بحب العواصف ومؤمن ببساطتي...
واحترق في كل الثواني في آتون مبادئي.. ولازلت احترق..
ابحث في كل دواوين العشق عن امرأة تناسبني تؤمن ببساطتي وتشاطرني خرافاتي وتركب معي سفينة التيه.. وتمضي معي إلى أين امضي وكأنها مني....
عن امرأة كل ما لديها أنا.. وكل ما تحلم به أنا.. وكل ما تشتاقه أنا... وكل ما تفكر فيه أنا.. امرأة تعلمني بأنها هي كل ما امتلك... وإنها مملكتي التي لا يمكن الحياة خارج أسوارها...
امرأة تخبأ شعرها المجنون لي.. تحرره كلما رآني.. فآخذه بين يدي وأسافر فوق الخيال, ومحال أن يشاركني فيه حتى المحال... وكلما جاء الليل احضنه إلى صدري وأحاول أن أغازل خصلاته بأناملي... لأكتب لك ولعينيك المسافرتين أحلى معزوفات الحب... وكل صباح أقول له, صباحك سكر يا حبي الأكبر فيخجل مني ويختبأ....
امرأة لا تصنع من جسدها غباء هستيريا.... فتوقظ شهوات النيام وتنشر في العيون خياما على خيام... لتبقى حطاما على حطام... امرأة تبقى هي القديسة على الدوام... أصلي في محرابها كل يوم والناس نيام.... امرأة تكون لي وحدي في هذا الزحام...

آه يا سيدتي,
في كل الفصول اشتاق إليك.. فهل تقبلين أوجه الكلام... هل تقبلين رجلا لا يشبه في أفكاره كل الرجال....

ليست هناك تعليقات:

شريط الأخبار