الأحد، 28 سبتمبر 2008

فستان زفاف وموعد مع الموت

كان الحب هو الوجه المشرق في الضفة الأخرى من حياتهما المنهكة بالتضحيات.. سنوات ما بعد التخرج من الجامعة كانت كلها ضنى وانتظار..
كان وضع "عماد" كرجل سئ جدا, فعلى الرجل العبء الأكبر في تهيئة أحداث الزواج, المنزل وتأثيثه والذهب والأكل والسهرة.. ولكن من أين له بكل هذا؟... فقد كان يعتقد بان الحب وحده هو الكفيل بترميم جراح مستديمة..
أما "أميرة" فقد كانت ترقب الفرج من بعيد, وكان والدها رجل يدعي الدين, بل كان مستقيما يمارس شعائر الدين جميعها.. وقد تشجع "عماد" ذات يوم ليحدثه في خصوص تسهيل بعض الأمور والشروط المجحفة لزواجه.. فذكره بحديث رسول الله "تزوجوا فقراء يغنيكم الله" , والحديث الأخر "إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه"... لكن الوالد كان فضا غليظا, ولم يعترف بهذه الأحاديث.. علم "عماد" بان الكثير من المؤمنين أصبحوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بالبعض...
كان "عماد" ينحت في الصخر لينتصر لحب كبير امتد على طول سنوات الجامعة وما بعدها.. الخبر السار لهذا اليوم هو أن صديقه "توفيق" المقيم بايطاليا قد اعلمه اليوم عبر الهاتف بأنه سيرسل له هدية العرس "فستان الزفاف".. فستان من اكبر محلات روما.. وستصله الهدية بعد يومين بالضبط... أثلج صدره ما قام به صديقه الوفي وعجز لسانه عن الشكر... وكالعادة وبما هو مباح بينهما, الرسائل الهاتفية, اعلم "عماد" أميرة " بان فستان الزفاف أصبح واقعا ممكنا وانه بعد يومين سيرسله إليها لتراه ولتعط رأيها فيه.. فقد لا يعجبها.. وكان على "عماد" التنقل إلى تونس العاصمة لتسلم الفستان و ينتقل به إلى مدينة القصرين على بعد أكثر من ثلاثمائة ميل...
امتطى "عماد" سيارة أجرة إلى العاصمة, لم يجد صعوبة في الحصول على الفستان الموعود.. وقرر الرجوع في اللحظة دون تضييع أي وقت, لأن "أميرة" على أحر من الجمر في انتظاره.. وفي سارة الأجرة كتب ورقة صغيرة ووضعها جوف الفستان, بعض الكلمات المعبرة إلى امرأة انتظرته كثيرا "حبيبتي, بهذا الفستان صرنا اقرب إلى بعض, لم يعد الكثير على زفافنا.. أنا في انتظار ردك, وكل أمنياتي بان اقرأ ردك.. مع كامل حبي وشوقي.."
كان في نفس سيارة الأجرة "محسن" زميل قديم لعماد, حدثه عماد عن فرحه بقرب زواجه من أميرة.. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان... حادث مرور اليم, هز كل مدينة القصرين.. وتوفي عماد على الفور ومات معه اثنان آخران.. وأما محسن فقد أصيب بكسور في الفخذ ونجا من الموت.. لكنه لم ينسى "فستان عماد" ... بعد أيام أصبح "فستان الزواج" بيد أميرة.. بكى الكل وبكت أميرة لرحيل رجل أحبها حبا عذبا ومرا.. أميرة لا زالت تحتفظ بالفستان.. ولكن والدها لا يتورع عن الطلب منها بالتخلص من هذا الفستان.. لأنه يذكره برجل فقير معدم, لو ارتبط بابنته لعاشت طول عمرها في جوع مدقع, وحمد الله أن خلص ابنته من هذا الرجل....

الخميس، 18 سبتمبر 2008

فليصرخ الجميع وامعتصماه... وغزة تموت



قالتها امرأة تشبه عروبة.. فوجدت لها عذرا... أن تستنجد امرأة برجل هذا منطقي.. وقد عرف العرب –سابقا- بالرجولة والشهامة وإغاثة المرأة.. ولكن عروبة نست بان الرجال في الوطن قد رحلوا منذ زمن بعيد.. وماذا بقى في الوطن؟ إلا أصوات النساء يستغثن, ولا من مجيب...
والغريب, بان حتى ما يسمى بالرجال في الوطن أصبحوا يستغيثون مثل الحرائر.. وينادون "وامعتصماه".. وهذا اعتراف صريح بان زمن الرجال في الوطن قد كان ومضى... فليصرخ الجميع وينادي المعتصم الذي رحل بدوره..
وهاهي غزة تصرخ... ولم يسمع صوتها الا رجال من الغرب.. فجاءوا وكسروا الحصار... ففرح العرب بقدوم رجال من الغرب...
غزة تموت رويدا و لا رجال في الوطن...وستبقى الرجولة ضائعة.. وسيبقى صوت الجميع تائه في الصراخ...
(الصورة مأخوذة من مدونة الأخت عروبة)

الخميس، 4 سبتمبر 2008

أحلام مشروعة

صداقة حقيقية
حلم جميل يعتري تفكيرنا كلما ضاقت الدنيا واحتجنا إلى صدر يحتمل ثقلنا وأثقالنا... ولكن عندما يصبح الكل يبحث عمن يحتمله, يصبح الحلم ابعد بكثير مما كنا نتصور... والصداقة الحقيقية سراب... فلماذا نتعب في البحث عنها؟

حب حقيقي
حلم كبير وكبير جدا, فعندما تحب تفقد حريتك لمن تحب.. ويتحول المجتمع إلى مجموعة من العبيد.. ولأن الإنسان في توق دائم للحرية والتحرر, فان الحب الحقيقي لا يحلم به إلا الضعفاء الذين لا يعرفون كيف يكون الانطلاق.. فلماذا نختار طريق العبودية؟

وطن حقيقي
حلم ممتد وشاسع.. ولكن قلوب الرجال قد ضاقت.. وصار من المحال لملمة الأجزاء المتناثرة من قلوبنا...

عروبة حقيقية
وجه نحلم به كل صباح....

أنا الحقيقي..
حلم صغير جدا, أن التقي به ذات يوم.. واعرف لماذا يحكمه التشرد واللهث وراء الأحلام الكبيرة....

هو الحقيقي..
غاب ذات يوم ولم يعد.. تغيرت ملامحه مع السنين, فلم يعد من الممكن الحلم بالتعرف عليه في هذا الزحام...

حلم حقيقي..
أن تعرفي بأنني احبك جدا.. برغم يقيني بان غدا نستفيق على كل الأوهام....

شريط الأخبار