الأحد، 30 نوفمبر 2008

البحث عن زوجة.. كالبحث عن الحق الفلسطيني


ما أتعس اليوم الذي تحدثني فيها والدتي عن تأخري في الزواج وهي تقول لي "يا بني, لما لا تبحث عن زوجة, ترافقك الدرب وتحمل معك عبء السنون"... حدثت والدي كثيرا.. لكن حديثي معها لم يقنعها أبدا.. أمي يريدني فقط أن أتزوج.. تجاوزت الستون من العمر وتحلم بان ترى أحفادا لها من صلبي... ربما هي مثل كل عربي يشتهي بان يحلم.. ولكنني فقدت المقدرة على الحلم في هذا الزمن المتردي...
حلمت بوطن عربي كبير.. واكتشفت بأنه لا بد لي بان احلم إلى نهاية الحلم ولن يتحقق أي شئ...
حلمت بان اكتب أي شيء يصلح للقراءة ففشلت... حتى إنني كرهت ما اكتب وعزفت عن الكتابة.. كما عزف كل العرب عن قراءة تاريخهم ومستقبلهم وحتى حاضرهم..
حلمت بان اعمل في ظروف طبيعية وان أحقق الأدنى لمرضاي... فوجدت بان النفاق واللعب والاستهتار هو الذي يفضلك عن غيرك ويحعل منك السيد.. ووجدت نفسي اضرب راسي على الصخر, ولم يحس غيري بالألم...
حلمت بامرأة رائعة تحمل معي الحلم وأسبابه, والتقيت منذ عشر سنوات بالفرنسية "فلورانس".. وقد علمتني بان الحياة تجربة نضال مستمر.. لكنها ماتت في أول الطريق وبقيت وحدي أمارس الأحلام التي لا تتحقق أبدا...
وفي الوطن العربي, حلمت بان التقي بامرأة تحمل بين يديها أحلام الزمن القادم وهي تستند إلى زندي.. وحينما التقيت "عروبة" عبر الكلمات استبشرت بان هناك في الوطن نساء قادرات على التحدي وعلى رسم الأمل... ولكن "عروبة" كانت تحمل في ذاتها الشق المخفي لكل امرأة عربية... وانتهى المشوار بالهروب إلى المنفى...
قلت لها يا أمي "إن فكري وحلمي يبحثان عن امرأة حقيقية, بدون ماكياج ولا تزويق, امرأة استطيع أن أقاسمها أفكاري, وتحلم بمستوى حلمي... امرأة تشاركني هذا الجنون الذي أعيشه...."
قالت "يا ولدي ان العمر يمضي...
قلت يا أمي " والأكيد بان يوما ما سألتقي التي يجب أن التقي بها...
ومضت أمي, كارهة لكلامي الذي لا معنى له... وقالت انك تحلم.. قلت يا أمي تلك هي المشكلة "الحلم"...
البحث عن زوجة صار يشبه تماما البحث عن الحق الفلسطيني.. فمن بقول لي ما هو الحق الفلسطيني, وحسب وجهة نظر أي طرف؟

شريط الأخبار