الأربعاء، 20 يناير 2010

خيــــــــــــــــــــــــــــــانة عقل



لم يكن بإمكاني أن اصدق قلبك.. لأنه لم يكن ينبض لأجلي, كان واحدا من أولئك الذين لا يحبون الرجال الصادقين.. أولئك الذين يبصقون كل يوم في وجه الوفاء... لأنك يا سيدي وبمختصر القول ابنة هذه الحضارة التافهة التي لا ترى إلا القشور... ولكنني مضيت في طريق الهوى, لأن احتمالاتي كبيرة بان ينتصر العقل في آخر الطريق...
فتاريخ الإنسان يصبح ذا أهمية حينما يتحول العقل إلى الوجهة الصحيحة والواقعية, وهذا ما كنت أراهن عليه معك طول الوقت... وكنت ابحث في كل الثواني عن أي إشارة قد توحي بمولد احتمالي...
ومضى الوقت بكل مرادفاته المرة, الانتظار الأمل الحلم, ولكن لا شئ حصل... كل الذي حصل هو إنني كنت الضحية الأولى والأخيرة لأحتملاتي... لأنك وبكل بساطة امرأة تسكن خارج المنطق وخارج التفاعلات التي قد تحدث...
خيانة القلب هي أول ما نكتشفه, نراه في العيون, وعلى الشفاه, وعلى البسمات, وعلى الجبين... نراه دون أن نحتاج إلى أي جهد... نرى وجوها لا تحمل أي معنى... ولا وجود لأثار مشاعر حطت عليه وفوقه.. ولا نرى أنفسنا فيه حتى ولو تعطلت لغة الكلام...
أما العقل, فخيانته أبشع وأمر.. قد يوهمنا بالكثير... وقد يكذب علينا بمنطق هلامي, فنظل نحلم ونحلم باللقاء في يوم من الأيام.. لذلك نحتج إلى الكثير من الوقت والجهد حتى نفهم... والى أن نفهم نخسر كل شئ.. نخسر نحن المؤمنون بهذا العقل... أما انتم فتضحكون لأجل انتصاركم وهزيمتنا... تفرحون لذكائكم ولغبائنا.... ولكن لأننا نعيش بالحب وللحب, فإننا لا نستطيع إلا أن نشفق عليكم من أوهام زائفة.... ببساطة لأن قلوبنا وعقولنا لا تعرف طريقا للخيانة... حتى وان هزمنا فنحن المنتصرون....
والفرق بيننا هو إن عقولكم تخوننا لتضحك وتسخر منا وهذا منتهاها, أما عقولنا فهي لأننا ننظر للحب وللانتصار معا...
كل يوم نقرأ لكم... وكل يوم ننتظر رسائلكم التي لم ولن تصل إلينا أبدا... أبدا... وكل يوم نحن نحلم بان ينتصر العقل على الخيانة...

اثنــــــــــــــــــــــــــــــان



اثنان هو العدد الذي يعني الإنسان, وهو يساويه, ولو تحول هذا العدد الإنسان إلى أكثر أو اقل يصبح بلا معنى مفهوم الإنسان... فالجوهر ثنائية لا يحتمل أكثر ولا اقل...
الحب والكره, الخير والشر, العدل والظلم, الحق والباطل, الجسد والعقل, الحياة والموت, الفرح والحزن, الضحك والبكاء... وليس هناك ما يمكن اختزال الإنسان في مفردة واحدة مهما عظم الجبروت لأن بذلك ينتهي كل شي وأوله الإنسان...
لذلك فإنني ادعوك بان تبقى في تفاصيل الحقيقة, وتفهمني في دائرة العدد... لأنني وبكل بساطة إنسان...

الثلاثاء، 19 يناير 2010

لقاء البنفسج...

الإهداء: إلى توأم الروح... إليك أنت يا أوراقي المتناثرة تحت ضوء القمر, وكلماتي التي تبحث عن أنثى نائمة لتغسلها من وهم الضنى... إليك أنت يا آخر الشقيّات وكأنك صدى روحي...

اليوم يا سيدتي صار بوسع الكلمات أن تتحرر من وهم الانتظار, وان ترفرف بأجنحتها فوق كل الأماني... اليوم يا سيدتي, وجدت عطرك الخرافي ككاهن بوذي يقرأ آخر تعويذاته فوق جسدي المصلوب, ويحسب حسابات الطالع ويقرا في كفي.. وأنا كأنني رجل آخر فرص أحلامه صلاة محتمل بعدها نزول المطر... ومحتمل بان اجعل من عينيك قارب الرحيل من فجوى الاحتمال.. ومحتمل بان احمل قلبك معي وأسافر... فالسفر هو الاحتمال الوحيد الذي سيقربني منك إلى الأبد...
كل التفاصيل جالت بخاطري, كيمامة أضناها الطيران في سماء غريبة, كانت تبحث عن شاطئ أمان, وعن ظل حقيقة يريحها من تعب التفاصيل.. جالت وجالت, وكان الاحتمال الوحيد أن أراك.. أن أراك تستريحين فوق حرارة كلماتي وتبدلين معطفك الأحمر فوق آخر كلماتي التي كانت تبحث عنك في كل هذي التفاصيل... وان أرى روحك تحترق في لهيب شوقي, وأنت كقديسة تطلب الغفران لناسك شرّع نوافذ قلبه للطوفان....
وجئت, كحلم خائف... في عينيك الجميلتين كلمات متناثرة ما زال شعراء الغرام لم يقرؤوها بعد... وعلى وجنتيك ترقص قصيدة لم تكتب بعد, أحرفها من مدام... وكان معطفك الأحمر يناديني وسط الزحام... لماذا, لماذا يا سيدي كلما ناديتني تحرق سيجارتك وتنام؟ لماذا يا سيدي تفسد بكلامك الكلام؟
دقيقتان, وكأنهما كل الزمان... ورحلت كما أنت دوما امرأة من حجر.. وبقت بعدك كل الصور.. أحدثها عنك والوقت يمر.. ثم يمر... ثم يمر... ومعطفك الأحمر يقرئني السلام ويطلب لي المطر.. لعله إذ يغسلني من أحلامي تورق في بساتيني المسافات ويكبر الشجر...
أنا يا سيدتي رجل يؤمن بحب العواصف ومؤمن ببساطتي...
واحترق في كل الثواني في آتون مبادئي.. ولازلت احترق..
ابحث في كل دواوين العشق عن امرأة تناسبني تؤمن ببساطتي وتشاطرني خرافاتي وتركب معي سفينة التيه.. وتمضي معي إلى أين امضي وكأنها مني....
عن امرأة كل ما لديها أنا.. وكل ما تحلم به أنا.. وكل ما تشتاقه أنا... وكل ما تفكر فيه أنا.. امرأة تعلمني بأنها هي كل ما امتلك... وإنها مملكتي التي لا يمكن الحياة خارج أسوارها...
امرأة تخبأ شعرها المجنون لي.. تحرره كلما رآني.. فآخذه بين يدي وأسافر فوق الخيال, ومحال أن يشاركني فيه حتى المحال... وكلما جاء الليل احضنه إلى صدري وأحاول أن أغازل خصلاته بأناملي... لأكتب لك ولعينيك المسافرتين أحلى معزوفات الحب... وكل صباح أقول له, صباحك سكر يا حبي الأكبر فيخجل مني ويختبأ....
امرأة لا تصنع من جسدها غباء هستيريا.... فتوقظ شهوات النيام وتنشر في العيون خياما على خيام... لتبقى حطاما على حطام... امرأة تبقى هي القديسة على الدوام... أصلي في محرابها كل يوم والناس نيام.... امرأة تكون لي وحدي في هذا الزحام...

آه يا سيدتي,
في كل الفصول اشتاق إليك.. فهل تقبلين أوجه الكلام... هل تقبلين رجلا لا يشبه في أفكاره كل الرجال....

كلمات على جدران الصمت

(1)
يا عصفورتي الجميلة,
قد ذاب الثلج من مدني
يوم اشتعل وجهك في حدائقي فتيلا,
واخضوضرت مزهريات العمر
وأشجار أحلامي
بعد أن كانت قتيلة...
إن العصافير الجميلة
مثلك
نحيا بها
ونكتب لها الشعر
لعل الله يقرأها
وتقرأها عيناك المتعبتان
قبل أن ينكسر الصبح
وتنطفئ الشمس في شتاءات الثلج الطويلة..
مكتوب علينا
أن نقدس تقاليدنا
وقوانين الرجولة,
هكذا دوما أحيتنا القبيلة
وقتلتنا القبيلة...
يا عصفورتي الجميلة
إن مجيئك زمن الصمت,
قد حرر الكلام من قيوده
واخرج الحروف من مخابئها
وانساب الشعر على أرصفة الشوق
ماءا سلسبيلا
انك يا عصفورتي الجميلة
من أيقظ القلب من نومه في خراب الوهم
فهل لك أن تمنعي
ثورة الحروف والكلام الجميلا...
(2)
من قال لشعرك المسافر
بأنني أحرقت آلاف السجائر
على أرصفة الانتظار..
من قال له
بان الشوق الذي احترفته
واخترعته
كان موتا و نار..
حتى إذا ما رآني
اكتوي بلهيبه
مزق أوردتي
واختفى خلف الغبار..
إن النساء, كل النساء
يصنعنا من الشوق مقصلة
يأتيها الرجال دوما بخيار أو دون خيار..
وتاريخ محبتنا
يكتبه الرجال بدمائهم
وتكتبه النساء بأظافر من بطش ونار...
(3)
شكرا لك
يا عصفورتي الجميلة
شكرا لأسلاك هاتفك الباردة,
انتظرت حرارتك
تجيء كالروح بين الموجات
كنسمة عطر تختطف حنان الغيمات
كأمي حينما يعتريها الشوق إلي
تأخذني بين ذراعيها
وتطهرني بموج عينيها والدمعات,
شكرا لك يا عصفورتي الجميلة
شكرا لهاتفك الذي لم يعتريه الشوق
شكرا لأسلاكه الباردة
وشكرا لك أيتها الماردة...
(4)
آه لمن ينساب هذا الشعر الطليق
لمن يغني
لمن يرقص
لمن يكتب رغبته العميقة في الحريق
والدنيا يملأها المارقون
وقطاع الطريق
وأنا وحدي من يعرف سرّ هذا المسافر الأنيق,
أحضرت له كأس الشاي
وافرشت له سجادات كلماتي
ليسهر معي هذا المساء العتيق,
لعله يؤمن بمبادئي في الهوى
فيضل معي صديقا... وأحلى صديق
(5)
ليس مهما
لأي منّا
بان يقتل الأماني
فالحب فنّ والقتل فن وأي فنّا
فمن يبقى منّا
سيكون
إما قتيلا أو قاتلا...
والتاريخ سيكتب عنّا...
(6)
آه من جدران الصمت...
موت على موت
يقتفي أثارنا بلا فوت,
فهلا تحدثت لها قبل الفوت...

شريط الأخبار