قبل ذي بدء تحية إلى البطل العربي, منتظر الزيدي, الصحفي الذي لم يتنصل عن وطنيته مثلما يفعل العديد من الصحفيين بتعلة شرف وميثاق المهنة, وإنما كان وطنيا إلى حد النخاع وبطلا لم يجرأ عربي في العصر الحديث على فعل ما قام في وجه طاغوت العالم وخائن الأمة الواقف بجانبه. منتظر كان فعلا حاضرا تاما متصلا مبنيا لضمير الأمة و معبرا عن كل الأحاسيس العربية تجاه قاتليها ومغتصبيها, لذلك دخل منتظر التاريخ النضالي برغم إن المسالة لم تكن سوى إلقاء حذاء, ولكن المعنى بالفعل والمدلول النفسي والاجتماعي والثوري للحدث. حتى وان منتظر يساريا إلى حد النخاع فعلى كل القوى الإسلامية والوطنية الافتخار بهذا الرجل الذي وحد الجميع وكشف عن الوجدان العربي.
والعود إلى الجولان الحبيب, برغم الألم الذي يعتري إخوتنا في غزة, غزة التي تتعرض إلى أبشع أنواع التقتيل في التاريخ الإنساني على الأقل على يد الأخوة والأشقاء, أو لنقلها بكل وضوح على يد الخونة والتوحش الرأسمالي والعداء إلى كل ما هو إسلامي حتى وان كان ممسوخا مشوها حتى يرضى اليهود والنصارى.
لكن الجولان لم ينتفض, ولم ينتفض لأجله احد في عهد الرئيس السوري الراحل رحمه الله او الرئيس السوري الحالي أعانه الله. وبدا مشوار السلام منذ زمن, ونعلم جميعا بان السلام وراءه الكثير والكثير من التنازلات وردم للكرامة العربية في هوة الذل السحيق وهو ما حصل لمصر الكبيرة التي بعد السلام لم تعد تقدر على مد يد سلطتها على كل الأراضي المصرية.
والكل من المسئولين السوريين يتحدثون عن السلام, واليوم بالذات يقولون بأنهم سوف لن يوافقوا على هذا السلام إلا برعاية أمريكا, وأمريكا تعلمون كم هي عادلة ومنصفة والقضية الفلسطينية برمتها خير دليل على ذلك. فلماذا الإصرار على الوهم, ولماذا المضي في طريق اللامنطق, ودعونا من الفكر الاستراتيجي السوري الذي لم يعد يقنع أحدا. سوريا الحاضنة للقوى الثورية العربية تبحث عن سلام لا يقنع أحدا.
ربما ذكرني منتظر البطل بأنه لا بد من إلقاء حذاء على وجه أي مسئولي سوري من حكوميين ومدنيين ومن أحزاب معارضة لعلهم يفهموا المقولة الخالدة والواقعية للراحل جمال عبد الناصر "ما افتك بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"... إن لغة الحذاء هي أجمل لغة لا بد بان توجه إلى المتخاذلين العرب لأنهم يعلمون جيدا بان الضرب بالحذاء في القاموس العربي اكبر من الضرب بالصواريخ...
إلى الجولان كل حبنا.. ولاحظوا بان عملا بطوليا ولو كان "تافها" مثلما قيل, كعمل منتظر قد حرك كل الشعوب العربية المستضعفة من المحيط إلى الخليج... إن الشعوب العربية تبحث عن بطل لتنظم إليه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق