منذ ايام وفي التاسعة صباحا, بعد ليلة من العمل مضنية وشاقة ومؤلمة.. ألقيت بظهري إلى مكتبي وأشعلت السيجارة التسعين في خلال أربع وعشرون ساعة.. اعرف بأنه من المؤسف الحديث عن السجائر وكنت دائما انصح مرضاي بالإقلاع عن التدخين لأضراره الجسام.. ولكن سأكمل هذه السيجارة لأحدثكم عن ليلتي المؤلمة...
دق بابي شاب في الثلاثين من العمر.. تبدو على محياه علامات القلق هو أيضا.. سمحت له بالدخول... جلس أمامي وسألني بكل لطف... أريد أن اسأل عن زوجتي "مريم". هي لازالت في قسم العناية المركزة... سمعت بان الجنين قد توفي... ولكن كل ذلك لا يهمني.. كل ما يهمني أن تعيش "مريم"... مريم هي الأمل الوحيد الذي أحيا لأجله ومن اجله.. أما الأطفال فسنرزق بإذن الله بالكثير...
سألته: هل تحب "مريم"؟
قال, في حياتي لم اعشق سوى مريم... بعد معاناة من رفض والدها لي وإصراره على زواجها من غيري نظرا لأنه ذات يوم, عندما كنت بالجامعة, قد اكتشف رسالة من رسائلي إليها... فاقسم بان لا يسمح بزواجي منها مادام لا يزال على قيد الحياة... بكت "مريم" بكاء مرا وقالت لي "برغم حبي الكبير لك, سوف لن أخالف قسم والدي وسوف لن أتزوج برجل غيرك ما دمت حيا..
وشاءت الأقدار بعد سنة كاملة من قسم والد مريم, بان تعرض إلى حادث مرور قاتل... ورحل الوالد ورحل معه القسم... وأخيرا برغم كل جراح مريم تزوجنا....
خاطبته مقاطعا, وماذا لو أصبحت "مريم" عاقرا ولا تمتعك بالبنين؟
قال عفوا دكتور إن خصوبة مريم لا مثيل لها... خصبة في مشاعرها وفي حنانها وفي أفكارها وفي أنوثتها... "مريم" سوف لن تبخل علي بطفل يملا دنيانا...
قاطعته مرة أخرى... وقلت إن "مريم" تتعافى, وان شاء الله ستعود إليك....
وما لم اقدر أن أقوله له بان مريم لم تعد خصبة في أنوثتها... مريم فاجأها النزيف وهي حبلى في الشهر الثامن... وتمزق في الرحم نتيجة سقوط مفاجئ... حاول طبيب النساء بجميع الوسائل الممكنة إيقاف هذا النزيف... ولكن كان لا بد من استئصال الرحم لإنقاذ "مريم" من موت محقق... مريم تتعافى ولكن ايّ "مريم" مريم التي كانت "برحمها, أم مريم بدون رحم....
وقفت بجانب "مريم"... وقلت لها أنت تتماثلين للشفاء... والحمد لله على سلامتك...
قالت: والجنين؟
قلت: المهم أنت. ولم اقدر أن أزيد...
بعد يومين, وقد تحسن حال "مريم"... أعلمتها بان "الجنين" قد توفي... وأننا قد استأصلنا الرحم لأجل حياتها هي... فبكت بكاء مرا... مريم تعيش جحيما حارقا فهي لم تتكلم منذ ثلاثة أيام كاملة....
دق بابي شاب في الثلاثين من العمر.. تبدو على محياه علامات القلق هو أيضا.. سمحت له بالدخول... جلس أمامي وسألني بكل لطف... أريد أن اسأل عن زوجتي "مريم". هي لازالت في قسم العناية المركزة... سمعت بان الجنين قد توفي... ولكن كل ذلك لا يهمني.. كل ما يهمني أن تعيش "مريم"... مريم هي الأمل الوحيد الذي أحيا لأجله ومن اجله.. أما الأطفال فسنرزق بإذن الله بالكثير...
سألته: هل تحب "مريم"؟
قال, في حياتي لم اعشق سوى مريم... بعد معاناة من رفض والدها لي وإصراره على زواجها من غيري نظرا لأنه ذات يوم, عندما كنت بالجامعة, قد اكتشف رسالة من رسائلي إليها... فاقسم بان لا يسمح بزواجي منها مادام لا يزال على قيد الحياة... بكت "مريم" بكاء مرا وقالت لي "برغم حبي الكبير لك, سوف لن أخالف قسم والدي وسوف لن أتزوج برجل غيرك ما دمت حيا..
وشاءت الأقدار بعد سنة كاملة من قسم والد مريم, بان تعرض إلى حادث مرور قاتل... ورحل الوالد ورحل معه القسم... وأخيرا برغم كل جراح مريم تزوجنا....
خاطبته مقاطعا, وماذا لو أصبحت "مريم" عاقرا ولا تمتعك بالبنين؟
قال عفوا دكتور إن خصوبة مريم لا مثيل لها... خصبة في مشاعرها وفي حنانها وفي أفكارها وفي أنوثتها... "مريم" سوف لن تبخل علي بطفل يملا دنيانا...
قاطعته مرة أخرى... وقلت إن "مريم" تتعافى, وان شاء الله ستعود إليك....
وما لم اقدر أن أقوله له بان مريم لم تعد خصبة في أنوثتها... مريم فاجأها النزيف وهي حبلى في الشهر الثامن... وتمزق في الرحم نتيجة سقوط مفاجئ... حاول طبيب النساء بجميع الوسائل الممكنة إيقاف هذا النزيف... ولكن كان لا بد من استئصال الرحم لإنقاذ "مريم" من موت محقق... مريم تتعافى ولكن ايّ "مريم" مريم التي كانت "برحمها, أم مريم بدون رحم....
وقفت بجانب "مريم"... وقلت لها أنت تتماثلين للشفاء... والحمد لله على سلامتك...
قالت: والجنين؟
قلت: المهم أنت. ولم اقدر أن أزيد...
بعد يومين, وقد تحسن حال "مريم"... أعلمتها بان "الجنين" قد توفي... وأننا قد استأصلنا الرحم لأجل حياتها هي... فبكت بكاء مرا... مريم تعيش جحيما حارقا فهي لم تتكلم منذ ثلاثة أيام كاملة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق